آليات عاداتنا تلازمنا كظلنا ليل نهار ، إلى درجة أنها تصبح أصدقاءنا ، فالعادة تصبح
كطوق حديدي يلتف حول أعناقنا بقوة لا يكسر ، وإذا حاولنا كسره ربما نحتاج إلى آلة
حديدية كي تعيننا على ذلك . إن مدمن العادة يصبح عبداً ، أسيراً لها مسلوب الإرداة
أمامها تتحكم فيه ، وفي حاضره ومستقبله ، بل إن بعض الناس إذا ترك عادته يمرض
مرضاً حقيقياً ، والبعض الآخر يشعرون بأعراض مرضية عديدة مثل الصداع، والشقيقة
والخمول ، والتعب العام ، والإرهاق ، والإحباط ، والاكتئاب ، والضياع . والعادة هي
فكرة أو عمل بدأ بفكرة اعتاد الإنسان على تكرار التفكير فيها ، أو عملها حتى أصبحت
عادة راسخة في الذهن يفعلها بتلقائية ، أصبحت برنامجاً جاهزاً لديه في العقل الباطن
يفعله دون تفكير ، فتصبح بينه وبين العادة ألفة ، ويتمتع بفعلها بصرف النظر هل هذه
العادة جيدة أم سيئة وسواء كانت حلالاً أم حراماً . نحن عندما نعتاد على عادة نحبها
ونألفها ولا نحب أن نتركها أبداً لأننا بدأنا نعشقها ولا يمكن الاستغناء عنها لذلك قبل أن
تتخذ أي عادة تأكد من أنها ستنفعك في مسيرة حياتك أي أنها ستكون عادة العمر .
تأمل عادة العطاء فهي عادة طيبة تضفي على حياتك الفرح والبهجة لأنك بعطائك تسعد
الآخرين ، لذلك فالعطاء سعادة وعبادة لرب العالمين ، تحل البركة عليه أينما ذهب في
أهله ، وماله ، وولده ولذلك فإن العطاء يجعل حياة المعطي عامرة سخية وغنية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق