الأربعاء، 29 مايو 2013

ركز على همٍ واحد



فبعد أن كان الهم هماً واحداً أصبحت الهموم كثيرة ، وبعد أن كان الهوى واحداً أصبحت 

الأهواء عديدة ، وبعد أن كانت الفتنة واحدة أصبحت الفتن كثيرة ، فغفلوا عن الاتصال 

بالله ، وتركوا قوة الإيمان وهم الدين وغرقوا في الملذات والشهوات والرغبات ، وعاشوا 

لتحقيق أكبر قدر من رفاهية العيش ، وأكبر قسط من الراحة والمتعة ، فإذا تحقق لهم 

مأربهم ركضوا وراء آخر ، وإذا ربحوا مليوناً ركضوا وراء آخر ، وكلما انزاح همٌ ظهر 

لهم همٌ آخر يشغل بالهم وقلوبهم وهكذا باتوا يلهثون كل يوم وراء همٌ جديد !!

فضاقت الدنيا عليهم بما رحبت ، واغتَم الصدر ، وشقيت الروح ، وتشتت الأمر ، وامتلأ 

وعاء القلب بالظلمة فسلبهم راحة بالهم وسكينة صدورهم ، واطمئنان قلوبهم ، 

واضطربت عقولهم وأحبطت تصرفاتهم فحلت الصراعات بين الناس ودبت الخلافات 

بين الإخوان ، فكان كسر العلاقات أسرع وسوء الفهم أولى ، وصاروا يتخبطون في 

الإخفاق والفشل . إن همنا يجب أن يكون هماً واحداً وهو رضاء الله عز وجل وتقوية 

الصلة به ، والعمل له والتوكل عليه ، فالإيمان يضبط النفس ويكبح الشهوات ، ويستأصل 

النزوات ، ويكف الإنسان عن البطش والظلم ويتحلى بالأخلاق  الحميدة ، وينقي النفس 

من الحقد والحسد والغل ، وتضفي على النفس السماحة والطيبة وصفاء السريرة . إن 

أعمالنا وآباءنا وأولادنا و أزواجنا وأموالنا وتجارتنا يجب أن تدور في فلك الله ، فحبك 

لزوجك ، وأولادك ، وأهلك ، وعشيرتك يجب أن يوجه لله ، وكل ما يجب أن تفعله يجب 

أن يكون من أجله ، وكل أموال تنفقها يجب أن توجه كلها كما أمرك ، وكل تجارة تعمل 

فيها تكون النية لله .








0 التعليقات:

إرسال تعليق