من أكثر الأمور معاونة لك على اكتساب الشخصية الجذابة أن ترسم خطة يومك على
أساس اتجاه مزاجك ، فأنت كالناس جميعاً لا يثبت ميزان مزاجك عند وضع معلوم و
إنما يتأرجح بين الحين والآخر ، فإنك تصادف لحظات تزدري فيه عملك ، وتحس كأن
أصدقائك مالوا عنك ، وأن أسرتك توشك أن تدفع بك إلى الجنون كما أنك كذلك تصادف
لحظات تحلم فيها بحياة رئيسك ، وتفاخر الناس بأولادك ، وتصفر مرحاً خفيفاً وأنت
تزاول عملك ، أما أنك عرضة لهذا التأرجح في ميزان مزاجك ، فحقيقة لا سبيل إلى
تبديلها ، ولكن الذي تستطيع أن تفعله هو أن تدرس كل مد و جزر في بحر مزاجك و أن
توجه شراع سفينتك الوجهة المناسبة ، ولعله كان ينتابك القلق لهذا الاختلاف في مزاجك
وتساورك المخاوف لهذا التفاوت الكبير في تصرفاتك واحساساتك تبعاً للمناسبات
والظروف حتى لتحسب كأنك منقسم الشخصية أو مزدوجها ، والواقع أنه ليس هناك ما
يدعو إلى قلق أو خوف ، فنحن جميعاً بالغا ما بلغنا من الاتزان .