الحب في أسمى مظاهره هو الصبر على كل مالم يرق لنا في الآخرين ، أو ما تمثله فيه
الفارق بيننا وبينهم . وتتضمن هذه الفوارق الطعام الذي يتناولونه واللغة التي يتكلمونها
والرزق الذي يكسبونه والعقيدة التي يدينون بها ، وما الذي يجعلنا واثقين من آرائنا هذا
الوثوق الذي يحفزنا على فرضها على الآخرين ، وما الذي يجعلنا واثقين من صحة
الطريق الذي نسير فيه ، هذا الوثوق الذي يحفزنا على حمل جيراننا على السير فيه ؟ أو
ليس الله سبحانه وتعالى يحتمل كافة الفوارق التي يحفل بها بنو البشر ؟ فمن نكون نحن
لنبدي الاعتراض ؟ .. إن الفوارق كلها تتلاشى إلى جوار سعى الرجل إلى أن يحيا حياة
كريمة لائقة . وحتى لو لم تكن حياة كريمة لائقة . فمن نحن لنعترض ؟ قال أرسطو
عندما طلب إليه أن يكف عن إعطاء الاحسان لمتسول غير كريم :(( إنني لا أعطي
الرجل ، وإنما أعطي الإنسانية )).
وإنا لنكون أقرب إلى الملائكة لو لم نحاول أحياناً أن نعدل من حياة الآخرين وفقاً لآرائنا
، فهذا ما لا سبيل إلى تحقيقه ..وعسى أن يكون ضرورياً أحيانا ، ولكن إذا تمسك
الشخص الآخر بوجهة نظره ، فلنذكر قول فولتير : (( إنني لا أتفق معك فيما تقول ،
ولكني على استعداد لأن أضحي بحياتي دفاعا عن حقك في أن تقوله )).
0 التعليقات:
إرسال تعليق