قد يسلبك الآخرين أموالك وجهدك ووقتك و لكن لن يستطيعوا أن يسلبوك ذكرياتك لأنها
هي الوحيدة الخاصة جداً ، والغالية إلى نفسك ، فاعتز بها لأنها هي التي تصنع
حاضرك .
لا تحطم قلبك بما فعلته في الماضي ، ولا تدمر نفسك بذنوبك ، وتقطع على ذاتك خط
العودة إلى الله ، وإن بابه دائماً مفتوح ، ويقبل التوبة من عبادة ، فإذا قبل توبتك خرجت
من ذنوبك كيوم ولدتك أمك ، وهذا ما وعد به الله تبارك وتعالى عباده التائبين .
اكتب مذكرات عن لحظات إيجابية عشتها في الماضي ، تحدث عن الأوقات الجميلة
الماضية ، ما أحببته فيها ، عملك ، الخبرات المحببة إلى نفسك ، أصدقاؤك ، تذكر أبسط
الأمور ، تذكر الأوقات الرائعة أن السماح لنفسك بوصف هذه التفاصيل المحببة إليك
سوف يعيد إليك انتصارات قديمة ، وذكريات غالية .
إن لنا في الماضي نجاحات عظيمة وإنجازات مشرفة ، وأعمالاً نفخر بها ، فإذا أصابك
الفتور والكسل فاستفد من الماضي وخذ من كنوزه لأن اطراءك لانتصارات الماضي هو
وسيلة لإنقاذه ، واصطحابه لتحقيق مثله في الحاضر ، لأنك بذلك تنقذه وتسترده من
الركن القديم الذي ألقيته فيه منذ زمن بعيد ، يعلوه التراب والغبار ، وعندما تلمع معدنه
الأصيل من الصدأ ، عندئذٍ سوف يتسنى لك أن تصحب كنوز الماضي إلى المستقبل
الجميل .
إن الحاضر هو الطوق الذي تهرع إليه إذا ما انحرفت سفينتك ، إنه ليس حتماً أن تطرح
مشاعرك السلبية جانباً طوال الوقت ، تحتاج أن تفضفض بما تحمله في نفسك من هموم
وآلآم ، وتتذمر من أوضاع ليس لك دخل فيها ، فالتذمر أيضاً أسلوب صحي طبيعي
لتجاوز المشاعر السلبية طالماً تفعل ذلك بطريقة صحية ، تكلم عن حاضرك بتذمر
كنوع من التنفيس .
لن تكون متفائلاً إلا إذا نظرت إلى نصف الكوب الممتليء ولن تدخل الحالة الإيجابية
إلا إذاقبلت النظام المتبع والوضع المفروض عليك .
نمر جميعاً بأوقات عصيبة ، فتارة نكون فرحين مسرورين ، بما يرزقنا الله من فضله ،
وتارة تسير الأمور عكس الاتجاه الذي نريد ، وتارة تتجمع الظروف و الأحداث ضدنا
وتعمل لغير صالحنا ربما يكون لنا يد فيما يحدث ، وربما يكون ليس لنا يد في ذلك .
إذا كان الخطأ خطأك فواجهه واعترف به وارفض تعليق خطئك على شماعة الآخرين ،
ربما كان قرارك غير صائب ٍ ، أو التوقيت كان غير مناسب ، المهم أن تعرف أين
يكمن الخطأ ، إنك بذلك تزيل داخلك حملاً ثقيلاً من المشاعر و الأحاسيس السلبية .