لعل المسئولية الضخمة للزيجات الفاشلة ، ملقاة على "الحب" أو على وجه الدقة ، على
ذلك النوع من الحب الذي يسمى ( حباً رومنتيكيا ) والذي يتوهم الفتى والفتاة أنه يصلح
أساساً لقيام الزواج .
ولقد كان يهون الخطب لو حمل الفتى والفتاة أحدهما للآخر الود بدلاً من الحب قبل
الزواج ، فهذا أخلق بأن يقيم السعادة على عمد أرسخ من تلك التي يقيمها عليها ( الحب
الرومانتيكي ) .
وللحب ( الرومانتيكي ) مدرسة روجت لها "الأفلام " الغرامية التي تنتجها هوليود ...
ومن أهم تعاليم هذه المدرسة أن الحب جاذبية مغنطيسية يحسها المرء إذا ما التقى
بالشخص الوحيد الذي ليس له نظير ولا شبيه ، والذي تخيرته العناية الالهية ليكون
رفيق الحياة .
فإذا التقى المرء بالدرة اليتيمة ، والجوهرة الفريدة ، تحتم عليه أن يتخذها زوجة مهما
تكن الحوائل و العوائق ، فليس في هذه الحالة ما يعول عليه ويعتد به إلا الحب .
ومن الغريب أن الناس يلومون ذلك الذي يتوخى الدقة في اختيار شريك حياته ، وحجتهم
في ذلك أن الزواج حظوظ قدرتها السماء ، ومن ثم ترى المرء يتحرى التدقيق في انتقاء
ثيابه ويهمل التدقيق في اختيار شريكة الحياة ! وأنه لتواتيه الشجاعة ليسأل البائع عن
جودة بطانة سترته ، وتخونه هذه الشجاعة فلا يسأل إن كانت زوجته تستطيع الطهو !
بل إن الناس ليلومون الفتى إذا اساء اختيار ألوان ثيابه ، و يسكتون عن لومه إذا اندفع
إلى الزواج اندفاعاً ، متذرعاً بالحب ولا شيء غيره .