من أسرع السبل التي ينفض بها الناس عنك ويتفرقون من حولك ، أن تدأب على الشكوى
، وإبداء الحسرة والمرارة .
فالشكوى المتواصلة من حالة الجو ، وحالتك الصحية ، وحالة العالم عموماً ، إنما تصافح
آذاناً غير واعية .. فلا أحد - ولا حتى أعز أصدقائك - يسعه أن يصمد إلى أجل غير
مسمى لما تقص عليه من أنباء آلآمك وويلاتك .
والسر في ذلك واضح بسيط .. فالإنسان في العادة ميال إلى التفاؤل ، ولا يزال قلبه يخفق
بالأمل أبداً ، وهو في تفاؤله و أمله محق ، فهو نتاج رائع لمراحل عدة من التطور بدأت
منذ استوى الكون .
ولا يحب أحد أن ينظر إلى الكون ولا حياته ، ولا إلى نفسه على أنها كلها باطل . ولا
يحب أحد أن ينظر هذه النظرة حتى في مواجهة مرض السرطان الذي يصيب واحداً في
كل ثمانية .
وبديهي أن المرء لا يسلم من آلآم وأحزان ، فالسعادة قل أن تجري أبداً كالجدول الرقراق
الذي لا يتعكر ، وإنما هي تعتريها بين الفينة ما يشوب صفاءها ويعكر شفافيتها ، ويصدق
هذا علينا جميعاً مهما يتوفر لنا من شهرة أو ثراء أو وجاهة ، فلماذا إذن ، والأمر كذلك ،
يرغب أحدنا في أن يقتطع من وقته جانباً ينفقه في الاستماع إلى شكاوي الآخرين ؟!
وفضلاً عن أنك بالشكوى والدؤوب على إبداء الحسرة والمرارة تنفر أصدقائك ، فإنك
كذلك تفسد منظرك ، وتشوه قسماتك وملامحك .
0 التعليقات:
إرسال تعليق