السبت، 6 يوليو 2013

دع الشكوى


من أسرع السبل التي ينفض بها الناس عنك ويتفرقون من حولك ، أن تدأب على الشكوى 

، وإبداء الحسرة والمرارة .

فالشكوى المتواصلة من حالة الجو ، وحالتك الصحية ، وحالة العالم عموماً ، إنما تصافح 

آذاناً غير واعية .. فلا أحد - ولا حتى أعز أصدقائك - يسعه أن يصمد إلى أجل غير 

مسمى لما تقص عليه من أنباء آلآمك وويلاتك .

والسر في ذلك واضح بسيط .. فالإنسان في العادة ميال إلى التفاؤل ، ولا يزال قلبه يخفق 

بالأمل أبداً ، وهو في تفاؤله و أمله محق ، فهو نتاج رائع لمراحل عدة من التطور بدأت 

منذ استوى الكون .

ولا يحب أحد أن ينظر إلى الكون ولا حياته ، ولا إلى نفسه على أنها كلها باطل . ولا 

يحب أحد أن ينظر هذه النظرة حتى في مواجهة مرض السرطان الذي يصيب واحداً في 

كل ثمانية .

وبديهي أن المرء لا يسلم من آلآم وأحزان ، فالسعادة قل أن تجري أبداً كالجدول الرقراق 

الذي لا يتعكر ، وإنما هي تعتريها بين الفينة ما يشوب صفاءها ويعكر شفافيتها ، ويصدق 

هذا علينا جميعاً مهما يتوفر لنا من شهرة أو ثراء أو وجاهة ، فلماذا إذن ، والأمر كذلك ، 

يرغب أحدنا في أن يقتطع من وقته جانباً ينفقه في الاستماع إلى شكاوي الآخرين ؟!

وفضلاً عن أنك بالشكوى والدؤوب على إبداء الحسرة والمرارة تنفر أصدقائك ، فإنك 

كذلك تفسد منظرك ، وتشوه قسماتك وملامحك .


0 التعليقات:

إرسال تعليق